السبت، 5 مايو 2012

” الــنـيـة الـذكـيـة “



يومكم طيّب يا أحباب

وأتمنى أنكم تقضون أيامكم بسعادة تليق بكل مسلم ،

وكل أموركم مسددة وموفّقة من ربّ السماء 


- – - - - – - - 

انطلاقاً من قول يحيى ابن أبي كثير :

( تعلّموا النية فإنها أبلغ من العمل ) 


تأتي فكرتنا الـ صغيرة جداً جداً ،

التي بإمكانها أن تقلب حياتنا جداً جداً 



ألا وهي :

” الــنـيـة الـذكـيـة “








وهي تعني أن نحتسب الأجر عند أدائنا للأعمال الروتينية !

أو بمعنى آخر ” تحويل العادات إلى عبادات 

لأن صلاح القلب بصلاح العمل .. وصلاح العمل بصلاح النية ()

وبذلك نحصل على الكثييير من الحسنات التي نحتاجها في

(يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلبٍ سليم )



- – - - - – - - 



أمثـــلة :



(1)








النوم .. عمل يومي ضروري كلنا نستمتع فيه

فجميعنا نحتاج أن ننام ،

لكن الفرق أني أستطيع أن أنام بحساب أجر مفتوح حتى أستيقظ !

كل ما علينا أن نفكر ونحن نغمض أعيننا :

يا ربّ اجعل نومنا راحة للبدن الذي سيعمل لأجلك .. يطيعك ويعبدك كما تحبّ 



.

(2)





دورة المياه .. المحطة المتكررة كلّ يوم ! 

فيها العديييد من الفرص لاكتساب الأجر ،

1.{يحبّ المتطهرين} = كل مرة نستحم مأجورين
2.الوضوء = مع كل قطرة تُغسل ذنوب
3.” غفرانك “ = نشكر الله بعد كل دخول للخلاء ، اتباع لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم!


وبالتأكيد النيات غير محصورة هنا .. نحتاج أن نفكّر فقط .





(3)





الطعام حاجة ضرورية للإنسان ،

وتتدرج في الأهمية .. من الوجبات الرئيسية حتى الحلويات والمشروبات ،

فما رأيكم أن نحتسبها كلها لله ؟

بحيث أن هذا الطعام يقوينا ويعيننا على إرضاء الله عزّ وجلّ ،

والمؤمن القويّ كما تعلمون .. خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف ،

فلنبني أجساد وعقول تصنع حضارة مشرقة في المستقبل القريب بإذن الله ()

.. ولاننسى الأجر طبعاً ؛)





(4)





الثياب .. مستحيل أن يتحرك الإنسان بدونها !

أو بالأخص .. هي الفقرة المفضلة للجنس الناعم 

وبما أننا أكثر من يستخدم حديث “إن الله جميل يحبّ الجمال “

فلن لنجد صعوبة بأن نتذكر أن هيئتنا المرتبة والأنيقة هي لأجل الله عزّ وجل ،

سواءاً كنّا في الجامعة ، أو في المناسبات ، أو حتى في السفر !

فلا أحد يستطيع أن يمثل دين الإسلام الصحيح بشكل صحيح إلا المسلمين طبعاً ،

والأناقة تكتمل حين يكون اللباس المناسب للشخص المناسب في المكان المناسب ..

وهذا يتضمن بالتأكيد كل ما هو محتشم وراقي ، يعكس أخلاق الشخص واحترامه لنفسه ،

ومع كل قطعة نختارها .. نجدد النيّة لذلك :)




(5)







القراءة تبني الثقافة في مختلف المجالات ،

حتى لو كان الشخص لا يستهويها .. إلا أنه مثلا مضطر بعض الأحيان لقراءة المناهج الدراسية لأجل الاختبار 

.. وحتى رسائل الجوال ، والماسنجر والعديد من الأشياء التي لا يفهمها الإنسان إلا بقراءتها !

فلو نوينا أننا نقرأ لنرفع الجهل عن أنفسنا ، ونتميز عن الجهلاء

كما قال تعالى (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) ؟

حتى درجاتهم مختلفة عند الله في الدنيا والآخرة !

والقراءة هي غذاء الروح ، بالضبط مثل ما يكون الطعام غذاء البدن ..

فـ من لا يأكل يموت من الجوع ،

ومن لا يقرأ يموت من الجهل .. ويضيع في ظلامه !




(6)






الإنترنت
 .. – نيتي المفضلة – 

وبصفتي أقضي ساعات على جهازي الجميل ككل شباب هذا الجيل ،

فكّرت .. كيف يمكن أن أجد الأجر هنا ؟

وجدت أني أستطيع أن أشترك في مواقع ومجموعات بريدية مفيدة ،

أو أن اختار مقطع لمحاضرة ممتعة من اليونيوب .. وأعتبرها مجلس ذكر ،

أو أن أتواصل و أسدي خدمة لأحد “متوهق” من الأقارب والأحباب والأصحاب ،

.. والكثيير من الامور التي تجرّ الأجور !

وبذلك أصيب عصفور الأجر وعصفور العمل بحجر النية 



(7)






كل مكان يحتاج مال ، وقد اخترت المحفظة لهذه ” النية الصديقة “ لأن استخداماتها أصبحت أكثر من

مجرد حافظة للنقود .. ففيها بطاقات الهوية ، ومفتاح المنزل ، والعديد من الأشياء

التي تجعلنا نفتحها كثيراً ،

ونستطيع أن نستفيد من هذا الاستخدام المتكرر لها بأن نجعلها تذكرنا

أننا كلما دفعنا لمشتريات وحاجيات قد لا تكون ضرورية .. يكون هناك مساكين لايجدون قرشاً يشترون به ،

وكلما أخذنا مفتاح المنزل لنفتحه باطمئنان .. يكون هناك مسلمين لا يجدون لهم لا مأوى ولا أمان .. إما لفقر أو حرب ،

وكلما خرجنا مع أهلنا أو أصدقائنا لنستمتع .. هناك من لا يجد له أسرة ولا صديق وفي يشاركهم حياته !

فـ لنحمد الله كثيراً ،

ولنتصدق كثيراً ،

ولنحتسب أكثر في كلّ مرة !

لأن الغنى هو غنى النفس وغنى الأخلاق ورصيد الحسنات

.. ليس أبداً مال أو مظهر أو ماديات !


- – - - - – - - 








بعد كلّ هذه الأمثة التي لم تستغرق مني سوى دقائق من التأمل .. لازلت متأكدة من أنّ هناك المزيد لديكم بالطبع !

فلنفكّر معاً ونصنع نيّات ذكيّات نعلقها لتذكرنا دائماً بتجديد النية ،



وهكذا ،

عندما نعتني بتفاصيل أيامنا ، نجد أن حياتنا أصبحت راقية وعلى مستوى رفيع من الإنجازات !

لأن القاعدة الذهبية للسعادة = عمل + أجر



( فلنغتنمها ) 


بقلم الرائعة / عبير القصيبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق